الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الأستاذ عميره عليّه الصغيّر يكتب حول تاريخ صدور مجلة الأحوال الشخصية وعيد المرأة وبورقيبة الحاكم المستنير

نشر في  13 أوت 2022  (09:55)

بقلم: الأستاذ عميره عليّه الصغيّر
 
تاريخ صدور مجلة الأحوال الشخصية وعيد المرأة
نقدّم في هذا اليوم تحية اكبار وتقدير واعتراف لكل رجالنا ونسائنا من المتنوّرين الذين مكنوا المرأة التونسية والمجتمع التونسي قاطبة من السير في طريق التّحرّر والتقدّم و المساواة من امثال خير الدين التونسي ومحمد بيرم الخامس وخاصة الطاهر الحداد والشيخ سالم بوحاجب والهادي العبيدي وحبيبة المنشاري ومنوبية الورتاني و أحمد الدرعي...
 
تحية للزعيم الحبيب بورقيبة ورفاقه في بناة الدولة وهم الثوريون الحقيقيون على عكس ذاك الذي يريد العودة بنا اليوم لسجن الفتاوي وعقائد القرون الوسطى. تحية للرئيس بورقيبة الذي امضى مجلة الاحوال الشخصية في مثل هذا اليوم من سنة 1956. المجلة التي منعت تعدد الزواجات ورفعت الضيم على المرأة بفرض رضاها عند الزواج ولا ان تُطلّق الا بحكم قضائي وليس بنزوة زوجها وجعل من التعدد جريمة يعاقب عليها القانون (الفصل 18).
 
بورقيبة الذي اغلق أفواه كل الرجعيين والمحافظين الذين اعتبروا ذاك القانون ينتهك الشريعة الاسلامية ومنهم مفتي الديار التونسية آنذاك محمد العزيز جعيط والذي راسل في 20 اوت 1956 وزير العدل احمد المستيري يطالب بتعديل فصول المجلة وخاصة الفصل 18 المانع للتعدد.
 
 
كذلك عندما اصدر في 26 سبتمبر 13 عضوا من المحكمتين الشرعيتين فتوى يعلنون فيها ان المجلة تحتوى على توجهات مدانة لأنها "مخالفة للقرآن والسنة و الإجماع" و كان رد الحبيب بورقيبة على هذه الرسالة ان فصل هؤلاء القضاة جميعهم و احالهم على التقاعد المبكر وكذا تم ايقاف كل الأئمة الذين القوا خطبا ضد المجلة وعاقب الشيوخ الذين امضوا عرائض ضدها...
 
هاهو دور الحاكم الحقيقي المستنير الحامل فعلا لمشروع النهوض بوطنه و بالمجتمع ليس ذاك الذي لا ندري من أين خرج ليفرض علينا "مقاصد الاسلام " في دستوره.
 
للنساء التونسيات وللرجال التونسيين نقول الكرامة لا تُعطى والحقوق المكتسبة ليست مضمونة أبدا ويمكن أن تهدّد، وهي مهددة، وكل حريص على حريته ورفعة وطنه من واجبه ان يعي بذلك ويناضل من اجلهما.